لعبة ابو الگُبین (الخنفساء الناصعة ) « قصة قصیرة »/ بقلم : نادر حمیدی

ساخت وبلاگ

لعبة ابو الگُبین  (الخنفساء الناصعة )

« قصة قصیرة »

 

بقلم : نادر حمیدی

 

أرقص يالله أرقص خاطر نعطیک احنینیة .

 في قدیم الزمان  احدی الألعاب المحبوبة و الشعبية في کثیر من قری الاهوازية هي لعبة ابو الگُبین التي کنا  نلعبها و اتذکرها لحد الآن و انا الیوم من موالید الثمانينيات.

وجود الحرمان البيئي الشديد وعدم وجود اماکن للمرح والتسلية   التي یحتاجها الطفل الاهوازي لیمارس بها هواياته الطفولیة  حتی ینمو نمواً عقلیاً و اجتماعیاً سلیماً ، و هذا ما کان یعاني منه اطفال الاهواز سابقاً و حالیاً ، فتلتجی ء الاطفال إلی الالعاب الشعبیة لیملؤون  الفراغ  المشهود.

واما لعبة ابو القبین و طریقتها:

عندما یذهبون الأطفال یلعبون  في المزارع و الحدائق  كان یلفت انتباههم صوت الحشرات والطیور و یبقون یبحثون  عن مصدر ذلک الصوت ، وبعد ما یجدون ذاك الطير او تلك الحشرة یجلبونها معهم إلی البیت .

واما نصیب حشرة ابو الگبین (الخنفساء الناصعة) بعد ما تقع في ایادي هذه الاطفال ، یجتمعون حولها و یضعون في مؤخرتها عوداً صغیراً من العشب الیابس ، ثم أحد الاطفال یمسک الخشبة الصغیرة التی وضع  فیها ابو الگُبین و یبدأ یحرک اصابعه ُ حسب خبرته السابقة التي ورثها من البیئة التي یقطن فیها .

و تزداد حرکة الاصابع سرعة ( الابهام و السبابة ) و یبقی  ابو الگبین ، یحرّك جناحيه ویضرب بهما و یفرفر كما يفعل وهو مذبوح .

ومن خلال حَفِيف الجناحین ، یخرج من عنده صوت یشبه الصفیر او الوزیز، و یتغیر لون أجنحته من السواد نحو الاخضرار ، و الاطفال یظنون بأن ابو الگبین یحب هذا العمل و یرقص لهم .

و عندما یقف عن الحراک تصفق الاطفال و یصیحون بأعلی صوتهم :

  “أرقص يلا أرقص خاطر نعطیک احنینیة “ ؛ او حنایة (قرصة الخبز الصغیرة و المستدیرة ) .

 وهو یرقص من شدة الالم  لأنه اصبح اسیراً بید الأقویا و یحاول ان یخرج من هذا المأزق ، فیبقی یفرفر و یضرب بجناحه بکل قوة ، ربما ینادي خالقه بهذا الصوت من اجل أن یخرجه من هذه المحنة .

و الاطفال تضحک و یظنون انهم أذكياء  لإن خدعوه و اغروه  بخبزة عیش و هو یرقص بأمل الخبزة التي یسمونها احنینیة ؛ و في النهایة یسقط  ابو الگُبین علی الارض  دون أن يفرفر صريعا .

فألیوم عندما اتذکر ذلک الزمان و تلک الألعاب وأدرس افکار ذلک المجتمع من شتی الطرق من عندها النفسیة و الاجتماعیة والاقتصادیة و السیاسیة ؛ ابکي علی حالنا ، لإن کانت و مازالت رائجة عندنا ، بان الانسان یجب ان یرقص لیحصل علی لقمة خبز او  بأمل لقمة خبز وان كان هذا الرقص مؤلماً.

 

قصة قصیرة جدا " حب "...
ما را در سایت قصة قصیرة جدا " حب " دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : myshortstory2012 بازدید : 153 تاريخ : پنجشنبه 16 اسفند 1397 ساعت: 12:36